هل سبق لك أن شاهدت لاعبًا يمر من بين أربعة مدافعين وكأنهم مجرد أقماع تدريب؟ هذا هو فن المراوغة، الجزء الأكثر إثارة في كرة القدم. المراوغة ليست فقط خدعة أو مهارة، بل هي أسلوب تعبير، توقيع خاص يتركه اللاعب على المستطيل الأخضر. بعض اللاعبين جعلوا من المراوغة أسلوب حياة، بل وأحياناً أهم من التمرير أو التسجيل.
دعونا نأخذ جولة عبر التاريخ ونستعرض أفضل 10 مراوغين في تاريخ كرة القدم، أولئك الذين أذهلونا وجعلونا نحب اللعبة أكثر.
رقم 10: خيردان شاكيري – العضلات والمراوغة في آنٍ واحد
رغم أن شاكيري قد لا يكون على رأس القوائم العالمية، إلا أن من شاهد لمساته مع منتخب سويسرا أو خلال فتراته مع بايرن ميونيخ وليفربول سيدرك حجم الموهبة. قوته البدنية تمنحه توازنًا رائعًا، بينما قدماه القصيرتان تجعلان من تغيير الاتجاهات أمرًا شبه مستحيل توقعه. شاكيري ليس فقط مراوغًا، بل أيضًا فنانًا يعرف كيف يُخرج المدافعين من أماكنهم.
رقم 9: أنخل دي ماريا – المراوغة بخفة الريشة
دي ماريا مثل الريشة على العشب. تمريراته الحاسمة ولمساته السحرية غالباً ما تكون نتيجة مراوغة ذكية أو مراوغة مفاجئة في المساحات الضيقة. اللاعب الأرجنتيني يمتاز بمرونة عالية وقدرة مذهلة على التخلص من الرقابة، ويعد من أكثر اللاعبين فاعلية في المراوغة رغم بنيته النحيلة.
رقم 8: كريستيانو رونالدو – المزيج بين القوة والمهارة
قد يقول البعض إن رونالدو لا يعتمد على المراوغة كما كان يفعل في بداياته، لكن من ينسى استعراضاته في مانشستر يونايتد؟ كانت قدماه مثل السيفين، يتراقص بهما أمام المدافعين، ويكسر توازنهم في لحظة. قوته وسرعته أضفت بعدًا إضافيًا على مراوغاته، فكان يجمع بين الجمال والفعالية، خاصة في المواقف الفردية على الأطراف.
اقرأ أيضاً: ترتيب هدافي كرة القدم عبر التاريخ
رقم 7: نيمار جونيور – الساحر البرازيلي
نيمار هو الوريث الشرعي لأسلوب كرة القدم البرازيلية الساحرة. مراوغاته تحمل الكثير من الجرأة، وقدرته على الاستعراض تُبرز شخصيته المرحة والموهوبة. يستخدم نيمار مزيجاً من السرعة، والتقنيات البهلوانية، والذكاء التكتيكي ليصنع الفراغات ويفكك أقوى الدفاعات. سواء في برشلونة أو باريس سان جيرمان، كان دائمًا أحد أكثر اللاعبين إمتاعًا على الإطلاق.
رقم 6: رونالدينيو – الابتسامة التي أربكت المدافعين
إذا كانت كرة القدم لغة، فإن رونالدينيو كان شاعرها. لم تكن مراوغاته فقط فعالة، بل كانت تحمل متعة وجمالاً لا يُوصف. من “الفليب فلاب” إلى تمرير الكرة بالكعب والنظر بعيدًا، هذا الرجل اخترع مدرسة كاملة في المراوغة. كان قادراً على جعل المدافع يشتري تذكرة لمتابعته، قبل أن يمر من جانبه وكأن شيئاً لم يكن.
رقم 5: جورج بست – المراوغ البريطاني الأسطوري
“لو لم أكن سكيرًا، لكنت أفضل من بيليه”، هكذا وصف جورج بست نفسه، لكنه رغم كل شيء، كان مراوغًا لا يُصدق. كانت له لمسة ساحرة وقدرة استثنائية على السيطرة على الكرة في المساحات الضيقة. مراوغاته كانت بسيطة ولكن قاتلة، وكان يترك المدافعين في حالة من الحيرة وكأنهم ضلوا طريقهم.
رقم 4: زين الدين زيدان – المراوغة بالأناقة
زيدان لم يكن سريعًا، لكنه كان أذكى من أي أحد في الملعب. مراوغاته اتسمت بالأناقة والفعالية. كان يستعمل حركة الـ”روليت” (الدوران) بطريقة تُدرس. قدرته على التحكم بالكرة تحت الضغط جعلته ساحرًا على طريقته، وكان يعرف تمامًا متى وأين يستخدم المراوغة لإحداث الفرق.
رقم 3: دييغو مارادونا – عبقري المراوغة
من ينسى هدف القرن الذي سجله مارادونا ضد إنجلترا في كأس العالم 1986؟ ذلك الهدف كان تجسيدًا لفن المراوغة. مر من نصف الفريق المنافس وكأنهم غير موجودين. مارادونا لم يكن فقط مراوغًا، بل كان يحول الكرة إلى امتداد من جسده، يتلاعب بها كما يشاء، ويتحكم في مجريات اللعب كما لو أنه يلعب “بلايستيشن”.
رقم 2: غارينشيا – الجناح الذي جعل المراوغة فناً خالصاً
غارينشيا هو الاسم الذي يسبق بيليه في قلوب البرازيليين عندما يتعلق الأمر بالمهارة الفردية. رجل بساقين غير متساويتين طوليًا، ومع ذلك كان يمشي على المدافعين وكأنهم أرض ممهدة. كانت مراوغاته غير متوقعة، ويمتلك القدرة على المرور من المدافع ذاته أكثر من مرة في نفس الهجمة، فقط لإظهار مهارته.
رقم 1: ليونيل ميسي – سيد المراوغة دون منازع
ميسي؟ لا يحتاج إلى تقديم. هذا الرجل أعاد تعريف معنى المراوغة. لا يستخدم الخدع الكثيرة ولا الاستعراضات، بل يعتمد على التوازن الاستثنائي، والسرعة اللحظية، والقراءة الذكية للخصم. رأيناه يراوغ خمسة لاعبين في مساحة صغيرة ويضع الكرة في الشباك بهدوء وكأن الأمر سهل. ميسي هو المرآة التي يُقاس بها الجميع في هذا الفن، ببساطة لأنه جعل من المراوغة أداة للفوز، لا مجرد استعراض.
اقرأ أيضاً: أفضل 10 لاعبين في تاريخ كرة القدم
خاتمة: المراوغة بين الفن والفعالية
في نهاية المطاف، المراوغة ليست مجرد استعراض على أرض الملعب، بل هي وسيلة لفك التكتلات الدفاعية، وتحقيق الأفضلية الفردية. بعض اللاعبين في هذه القائمة استخدموها كأداة للفوز، وآخرون كطريقة للتعبير عن شخصيتهم الكروية.
لكن ما يجمعهم جميعًا هو أنهم جعلونا نحب الكرة أكثر. فإن كنت من عشاق المتعة في كرة القدم، فأنت بالتأكيد تعرف قيمة هؤلاء المبدعين.
